[الحديث: 193] روي أن حليمة كانت لا تدع رسول الله a يذهب مكاناً بعيداً، فغفلت عنه يوما فخرج مع
أخته الشّيماء في الظهيرة فخرجت حليمة تطلبه حتى وجدته مع أخته فقالت: في هذا
الحر؟ فقالت أخته: يا أمّه ما وجد أخي حراراً رأيت غمامة تظلّ عليه إذا وقف وقفت
وإذا سار سارت حتى انتهى إلي هذا الموضع. قالت: حقّاً يا بنية؟.. قالت: إي والله[2].
[الحديث: 194] عن ابن عباس وغيره قالوا: لما توفي عبد المطلب قبض أبو طالب
رسول اللَّه a فكان يكون معه، وكان
يحبه حبا شديدا لا يحبه ولده وكان لا ينام إلا إلى جنبه وصب به صبابة لم يصب مثلها
قط، وكان يخصه بالطعام وكان عيال أبي طالب إذا أكلوا جميعا أو فرادى لم يشبعوا
وإذا أكل معهم رسول اللَّه a شبعوا. وكان أبو طالب
إذا أراد أن يغديهم أو يعشيهم يقول: كما أنتم حتى يحضر ابني. فيأتي رسول اللَّه a فيأكل معهم فيفضلون من طعامهم، وإن
لم يكن معهم لم يشبعهم، وإن كان لبنا شرب أولهم ثم يتناول العيال القعب فيشربون
منه فيروون عن آخرهم من القعب الواحد، وإن كان أحدهم ليشرب قعباً وحده فيقول أبو
طالب: إنك لمبارك. وكان الصبيان يصيحون رمصاً شعثاً ويصبح رسول اللَّه a دهينا كحيلا[3].
[الحديث: 195] عن أم أيمن قالت: ما رأيت رسول اللَّه a شكا جوعا ولا عطشا لا في كبره ولا في صغره، وكان يغدو إذا أصبح فيشرب من
ماء زمزم شربة فربما عرضنا