فأما رجل بلا
إتقان ولا معرفة فلا ينتفع به، ولا يؤخذ عنه)[1]
وكان يقول: (لا
تأخذ العلم من أربعة وخذ ممن سوى ذلك، لا تأخذ من سفيه معلن بالسفه وان كان أروى
الناس، ولا تأخذ من كذاب يكذب في أحاديث الناس إذا جرب ذلك عليه، وان كان لا يهتم
أن يكذب على رسول الله k، ولا من صاحب هوى يدعو الناس إلى هواه ولا من شيخ له
فضل وعبادة إذا كان لا يعرف ما يحدث)[2]
وقد كانت
السلطات الحاكمة تقرب أمثال هؤلاء، وتغريهم بما يشتهون من مال وجاه، لينفذوا لها
أغراضها في نشر ما تشاء من الأحاديث، خاصة إذا اشتهر الراوي، وصار له الكثير من
التلاميذ، وقد روي في ذلك عن هارون بن أبي عبيد الله عن أبيه قال: قال المهدي: (ألا
ترى ما يقول لي مقاتل؟ قال: إن شئت وضعت لك أحاديث في العباس، قلت: لا حاجة لي
فيها)[3]
وقد كان من أخطر
مظاهر الوضع، تلك الإضافات التي أضيفت للنصوص الصحيحة، فذلك كثرت الرواية في
الحديث الواحد، وصارت الزيادة مقبولة أيضا، لاختلاطها بالحديث الصحيح.
ومن الأمثلة على
ذلك، والتي كان لها غرض سياسي لا يخفى، الحديث المشهور الذي روي في صفات الإمام
المهدي، والذي يقول: (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوّل الله تعالى ذلك اليوم حتى
يبعث رجلاً منّي يواطؤ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت
ظلماً) [4]
فالروايات تتفق
على أن اسم الإمام المهدي هو نفس اسم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. لكن تلك