بهم المسلمون، قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم:
(أصبت حكم الله فيهم)، وكانوا أربعمائة، فلما فرغ من قتلهم، انفتق عرقه فمات)[1]
وهذا الحديث ـ بالإضافة إلى الانتقادات
التي ذكرناها سابقا ـ يتعارض مع ما ورد في النصوص من قضاء القاضي، وهو بحالة نفسية
لا تسمح له بذلك؛ ففي الحديث أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قال: (لا يحكم أحد بين اثنين
وهو غضبان)[2]
وقد علل الفقهاء ذلك بأن القاضي حينها
يصاب بـ (تغير الفكر وانحرافه، وهذا الانحراف للفكر يضر في استحضاره للحق. ويضر
أيضًا في قصده الحق. والغرض الأصلي للحاكم وغيره: قصد لحق علمًا وعملاً..)
ولم يكتف الفقهاء بما ورد النص عليه من
القضاء في حال الغضب، بل ذكروا كل ما يحول بين القاضي والتثبت في الحكم، مثل (الهم
الشديد. والجوع والعطش، وكونه حاقنًا أو حاقبًا أو نحوها، مما يشغل الفكر مثل أو
أكثر من الغضب)
ثالثا ـ المجزرة.. وعدالة الشريعة
من أهم القيم
القرآنية التي نرى تعارضها التام مع ما روي في أحداث مجزرة بني قريظة قيمة
[العدالة]، وهي قيمة لا يمكن التشكيك في أهميتها وضرورتها، وكونها من القيم القرآنية
الرفيعة، التي لا يمكن القول بنسخها، أو بالتنازل عنها لأي سبب من الأسباب، ذلك أن
الله تعالى يربطها به وبأسمائه الحسنى، وببناء الكون جميعا.
ولذلك نرى
الآيات الكريمة تدعو إلى العدل في كل جوانبه، وبجميع مجالاته، ومع