أمية الضمري، للجوار الذي كان رسول الله
a عقد لهما.. وكان بين بني النضير وبين بني عامر عقد وحلف، فلما أتاهم رسول
الله a يستعينهم في دية ذينك القتيلين، قالوا نعم، يا أبا القاسم، نعينك على ما
أحببت، مما استعنت بنا عليه. ثم خلا بعضهم ببعض، فقالوا: إنكم لن تجدوا الرجل على
مثل حاله هذه ـ ورسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم إلى جنب جدار من بيوتهم قاعد ـ فمن
رجل يعلو على هذا البيت، فيلقي عليه صخرة، فيريحنا منه؟)؛ فانتدب لذلك عمرو بن
جحاش بن كعب، أحدهم، فقال: أنا لذلك، فصعد ليلقي عليه صخرة كما قال)[1]
وبعد هذه الجريمة الشنيعة التي كادوا يقضون
بها على الإسلام، وبعد عودة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم إلى أصحابه، راحوا يتحصنون
بحصونهم، من دون أن يطلبوا عفوا، قال ابن إسحاق: (فتحصنوا منه في الحصون، فأمر
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بقطع النخيل والتحريق فيها، فنادوه: أن يا محمد، قد كنت تنهى عن الفساد،
وتعيبه على من صنعه، فما بال قطع النخل وتحريقها؟)[2]
وهكذا ظلوا على مواقفهم، وسوء أدبهم إلى
أن اضطر المسلمون إلى حصارهم مثلما فعلوا مع بني قريظة، وفي ظل تلك الظروف الصعبة
التي مروا بها بعد غزوة أحد، وقد ذكر ابن إسحق مدى إصرارهم على جرائمهم؛ فقال: (وقد
كان رهط من بني عوف بن الخزرج، منهم عبد الله بن أبي ابن سلول ووديعة ومالك بن أبي
قوقل، وسويد وداعس، قد بعثوا إلى بني النضير: أن اثبتوا وتمنعوا،