فقط بسبب تصنيفهم لها في زمرة أحاديث
السير والمغازي، والتي اتفقوا على التساهل في رواياتها.
خامسا ـ لا نرى أن الحكم فيها كان لسعد
أو لغيره، ذلك أنه يستحيل أن يحكم أحد أو يقضي في وجود رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
وكيف يترك التحاكم إليه، أو التحاكم إلى القرآن الكريم، ويلجأ إلى التحاكم إلى غيره
من الصحابة أو من كتب أهل الكتاب مع ورود النهي الشديد عن ذلك، واعتباره من
التقديم بين يدي الله ورسوله a.
سادسا ـ أنه لا يمكن لعاقل يعرف عدالة
الشريعة، أن يقبل تلك الروايات التي تصور رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يعاقب قوما
دون قوم، مع كونهم ارتكبوا نفس الجريمة، ولا يقبل عاقل أن يتصور رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
يهب قبيلة من اليهود للمنافقين، ويعفوا عنهم، في نفس الوقت الذي يهب فيه قبيلة
أخرى لمسلم، فيحكم عليهم بالإعدام.
سابعا ـ لا يمكن لعاقل يعرف رحمة رسول
الله a، وتسامحه مع كل المخالفين له، بل مع كل الذين قضوا أعمارهم كلها في
عداوته، أن يقتل شبابا أغرارا مراهقين، بسبب ما فعله رؤساء قومهم.