responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حصون العافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 366

صغيرة، تغترفون بها من المحيط، وتنشغلون بها عن المحيط.

قال الشيخ: فعلمني علم الألوان.

قال: أنا معلم السلام، لا معلم الألوان.

ثم صاح بصوت هو أقرب إلى الهمس منه إلى الإعلان: يا أيها الذين لا يزال في قلوبهم رحمة.. ولا يزال في أجسادهم روح الإنسان: حافظوا على ألوان الكون قبل أن يدمرها جشع الإنسان..وحرص الإنسان..وصراع الإنسان.

السمع

اقتربنا من النافذة الثانية من نوافذ الاتصال، فسمعت ألحانا عذبة مادت لها كل خلاياي، قلت للمعلم: ما هذه الأصوات الجميلة التي تترنح لها الكائنات، أهي بقايا من مزامير آل داود؟

قال: هذه أصوات عذبة مزجت من ألسنة الكائنات، واستخدمت في هذا المستشقى ليعالج بها المرضى، وتحفظ بها صحة الأصحاء.

قلت: أيعالجون الآذان؟

قال: بل يعالجون الإنسان.. أليست الأذن منفذا من منافذ الإنسان التي يتطلع بها إلى العالم.

قلت: أجل..

قال: فهي منفذ من منافذ الصحة.

قلت: ألمجرد كونها منفذا من منافذ الإنسان تصير منفذا من منافذ الصحة؟

قال: أجل.. هي منفذ للصحة، ومنفذ للمرض.

قلت: لم أفهم ـ يا معلم ـ ما تقصد.

قال: إن الحكماء من الأطباء لا يتركون وسيلة ينتفع بها المريض إلا وعالجوه بها، وهم

نام کتاب : حصون العافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 366
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست