responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حصون العافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 385

قال: أجل.. ألم تسمع إليه a، وهويقول:(حبب إلي من دنياكم النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة)[1]

قلت: ولهذا كان a يكثر التطيب، وتشتد عليه الرائحة الكريهة، وتشق عليه.

قال: ذلك لأن له شبها من الملائكة، فالملائكة تحب الرائحة الطيبة.

قلت: أعرف هذا، ولكني أتساءل عن جدوى الروائح الطيبة في العلاج والقوة.

قال: أليس الشم منفذا من منافذ الجسم؟

قلت: بلى، وهو منفذ من منافذ الروح أيضا.

قال: فما دام كذلك، فكيف لا يستفاد منه في بث القوة في الأعضاء لتستقيم الصحة، وتقهر العلة؟

قلت: هذا صحيح، ولكن..

قال: لقد دل على هذا القرآن الكريم، فلا تخف.

قلت: القرآن الكريم نص على هذا !؟

قال: أجل.. ألم تسمع قوله تعالى على لسان يوسف u: ﴿ اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ (يوسف:93)، فقد كان لرائحة يوسف u تأثيرها في شفاء والده.

قلت: ولكن من علماء عصرنا من اكتشف علاجا للعين من أسرار هذه الآية، وهويرتبط بمادة موجودة بالعرق، لا بالشم.

قال: ما ذهب إليه صحيح، وهو فتح فتح الله به عليه.. ولكن أسرار القرآن الكريم لا نهاية لها.. ولوكان الأمر عائدا إلى نفس العرق دون تأثير الشم وغيره لما بعث له بقميصه، ولا كتفى بأي قميص آخر.

قلت: فهل هناك من يعالج بالعطور؟

قال: أجل.. في هذا المستشفى هيئة خاصة بذلك.. وهي تهتم بالعطور، وتأثيراتها النفسية والصحية، وتحاول البحث عن أحسن العطور وأكثرها مناسبة للصحة.

رأيت رجلا يحمل مجموعة من الأزهار يقلب طرفه فيها، ويجذب بأنفه أريجها، اقتربت منه، فقلت له: أأنت عطار هذا المستشفى؟

قال: لا.. أنا هاو للعطور.. أحبها كما لا أحب شيئا آخر..

قلت: فما سر تعلقك بها؟

قال: هو السر الذي يجذب المريض إلى طبيبه.

قلت: أتقصد أنك تتداوى بها؟

قال: أتداوى بها.. وأتقوى بها، وقد دفعني هذا إلى التخصص في جمعها، والبحث عن تواريخها وتفاصيلها، ولذلك انتدبتني إدارة هذا المستشفى للعمل في تميز العطور وفوائدها الصحية.

قلت: أهي بدعة ابتدعها هذا المستشفى.. أم هي سنة قديمة؟


[1] البخاري ومسلم.

نام کتاب : حصون العافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 385
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست