نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 115
والعدوانية.
3 ـ المتوكل.. والصراع مع الصالحين:
يتصور الكثير من المغترين بتاريخ
المجد المزيف، أن من حسنات المتوكل، والتي جعلته يتحول إلى ناصر للسنة ذلك التقريب
الذي قام به للعلماء، حيث أنه كان يستشيرهم في مصادره وموارده، وأنه لذلك كان يطبق
الشريعة الإسلامية جراء تطبيقه لنصائحهم؛ وهذا وهم كبير، فلم يكن أحد من بني
العباس أو بني أمية أو غيرهم يفعل ذلك.
بل كان الجميع ينتقون من العلماء
من يعزف لهم الألحان التي يشتهون، ويُبعدون في أحسن أحوالهم من لا يشتهون، أما في
أسوئها، وما أكثرها، فإنهم يحبسون أو يقتلون من لا يشتهون.
وقد كان من الألحان التي يشتهيها
المتوكل بغض أهل بيت النبوة، أو ما اصطلح عليه بالنصب، مثلما كان يفعل جده هارون،
أو غيره من بني العباس وبني أمية؛ فقد كانوا يعتبرون أهل بيت النبوة سواء من مات
منهم أو ما زال حيا، شخصا ثقيلا يزاحمهم محبة الناس، ويزاحمهم قبل ذلك في الورقة
التي تقدموا بها ليحكموا الناس، وهي النسب، فهم يذكرون للرعية أنهم بنو عمومة رسول
الله a، بينما أهل بيت
النبوة يذكرون أنهم أبناؤه وأحفاده.
وقد نص على كون المتوكل ناصبيا
مبغضا لأهل بيت النبوة كل المؤرخين بمن فيهم أولئك الذين أثنوا عليه من أمثال
الذهبي[1]، وابن العمـاد الحنبلي [2]وغيرهما.
ولم يكن بغضه قاصرا على الأحياء
منهم، وإنما تعداه لموتاهم وشهدائهم، وأولهم الإمام علي الذي أخبر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أن حبه إيمان، وبغضه نفاق[3]، وقد قال ابن الأثير معبرا
[3]
ففي الحديث عن الإمام علي عهد إلي النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم (أنه لا يحبك إلا
مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق)، وفي رواية: والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، إنه لعهد
النبي الأمي a إلي: أن لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق،
رواه الحميدي (58) وأحمد 1/ 84 (642) ومسلم 1/ 60 (152) والنسائي 8/ 115 وغيرهم..
نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 115