نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 13
الدين إن غلبه
على الديار المصرية سار هو وأهله إليها وأقاموا بها، فسيَّر أخاه الأكبر تورانشاه
بإذن نور الدين له في ذلك، وسيَّره قاصداً عبد النبي بن مهدي، وكان دعا إلى نفسه،
وقطع خطبة بني العباس، فمضى إليها وفتح زبيد وعدن، ومعظم بلاد اليمن)[1]
فهذا النص مثال
واحد عن ذلك الشغف بالسلطة، والذي جعله يحارب جميع الدول الإسلامية، لا لكونها
كانت دولا مستبدة يريد أن ينشر فيها الديمقراطية والحرية، ولكن لكونها لم تكن تحت
إمرته وسلطته وسطوته، وهو يريدها أن تكون كذلك.
2 ـ صلاح
الدين.. وبيع فلسطين للصليبيين:
لذلك استعمل كل
الوسائل في حروبه.. وكان أبشع تلك الوسائل بيع فلسطين للصليبيين.. لا تتعجبوا..
فالذي حرر القدس هو نفسه الذي باع فلسطين.. فلذلك لا تلوموا السادات على معاهدته
مع الكيان الصهيوني، ذلك أن جريمته في تلك المعاهدة، وذلك التطبيع، لا تساوي شيئا
أمام ما فعله صلاح الدين الأيوبي.
لقد قال المؤرخ
الكبير الدكتور حسين مؤنس (1911 - 17 1996م) المصري ـ لا العراقي ولا الإيراني ـ:
(ثم دخل الصليبيون في مفاوضات مع صلاح الدين انتهت بعقد صلح (الرملة)، الذي نصّ
على أن يترك صلاح الدين للصليبيين شريطاً من الساحل، يمتد من صور إلى يافا، وبهذا
العمل عادت مملكة بيت المقدس - التي انتقلت إلى طرابلس- إلى القوة بعد أن كانت قد
انتهت، وتمكّن ملوكها من استعادة الساحل حتى بيروت.. وهنا وبعد عقد صلح الرملة
اعتبر فيليب أغسطس أن مهمّته قد انتهت، وأنه برَّ بقسمه (أن يفتح الطريق إلى بيت
المقدس)، وأقلع إلى بلاده من ميناء عكا في 8 يونيو 1192م. أما ريتشارد فقد بقي في
بلاد الشام، وأتمَّ الاستيلاء على الموانئ الواقعة جنوب عكا حتى عسقلان، ثم