responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 136

وتخوت ثياب، فقال لي: يا أبا شريك أناصفك؟ فقلت: لا والله لا قبلت من ذلك لا الكلّ ولا النصف فبارك الله لك فيه)[1]

وهكذا روي ابن خلكان عند حديثه عن المحنة التي مر بها الإمام الهادي في عهده، والتي ذكر فيها أنه استقدمه إليه بعد الوشاية به، وقد كان المتوكل حينها في حال سكر شديد، قال: (كان قد سعي به إلي المتوكل وقيل إن في منزله سلاحاً وكتاباً وغيرها من شيعته، وأوهموه أنه يطلب الأمر لنفسه، فوجه إليه بعدة من الأتراك ليلاً فهجموا عليه في منزله على غفلة، فوجدوه وحده في بيت مغلق وعليه مدرعة من شعر، وعلى رأسه ملحفة من صوف وهو مستقبل القبلة يترنم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد، ليس بينه وبين الأرض بساط إلا الرمل والحصى، فأخد على الصورة التي وجد عليها وحمل إلى المتوكل في جوف الليل، فمثل بين يديه والمتوكل يستعمل الشراب وفي يده كأس، فلما رآه أعظمه وأجلسه إلى جنبه، ولم يكن في منزله شيء مما قيل عنه ولا حالة يتعلق عليه بها، فناوله المتوكل الكأس الذي كان بيده، فقال: يا أمير المؤمنين، ما خامر لحمي ودمي قط فأعفني منه، فأعفاه وقال: أنشدني شعراً أستحسنه، فقال: إني لقليل الرواية للشعر، قال: لابد أن تنشدني فأنشده:

باتوا على قلل الأجبال تحرسهم.. غلب الرجال فما أغنتهم القلل

واستنزلوا بعد عزٍ من معاقلهم.. فأودعوا حفراً يا بئس ما نزلوا

ناداهم صارخٌ من بعد قبروا.. أين الأسرة والتيجان والحلل

أين الوجوه التي كانت منعمةً.. من دونها تضرب الأستار والكلل

فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم.. تلك الوجوه عليها الدود يقتتل

قد طال ما أكلوا دهراً وما شربوا.. فأصبح بعد طول الأكل قد أكلوا قال: فأشفق من


[1] المرجع السابق، (5/ 2017).

نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست