نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 18
هذه بعض النصوص التي تبين الهدف الأكبر الذي كان يدفع صلاح الدين في كل
حروبه، وهو الذي يدفع كل المستبدين والظلمة في التاريخ.
ولذلك ليس لنا إلا أن نضحك ملء أفواهنا على تلك الأراجيف التي يرسلها
الخطباء والوعاظ على منابر المساجد، وهم يرددون، والعبرات تخنقهم: (كونوا كصلاح
الدين الأيوبي الذي لم يكن يبتسم، وكان يقول لمن يعاتبه في ذلك: كيف أبتسم والأقصى
أسير؟.. والله إني لأستحيي من الله أن أبتسم وإخواني هناك يعذَّبون ويُقتلون.. كيف
يطيب لي الفرح والطعام ولذة المنام، وبيتُ المقدس بأيدي الصليبيين؟)
أو كما عبر خطيب آخر، فقال: (سأحدثكم عن فارس شجاع.. فارس نبيل.. إذا
أقسم أبر بقسمه..فارس قلما يجود الزمان بامثاله.. إنه (صلاح الدين الأيوبى).. الفارس
النبيل الذى كان يجلس ذات يوم مع رجاله يتسامرون.. فأطلق أحدهم طرفة تبسم لها كل
من تواجد بالخيمة السلطانية إلا هو ظل متجهماً..فوقفت الضحكات فى الأفواه.. وخيم
الصمت المشوب بالرهبة..وسأله أحدهم لماذا لم تضحك يا صلاح الدين؟.. وجاء الجواب..قسم
تزلزلت له القلوب..واهتزت له جنبات الكون: (كيف أضحك أو أبتسم وبيت المقدس أسير..
يئن فى أسره.. أقسم بالله العظيم ألا أضحك أو أبتسم.. طالما ظل بيت المقدس أسيراً)،
وقد أبر بقسمه.. وفك أسر بيت المقدس من أسره.. وارتسمت ابتسامة الرضا على وجهه..
وسجد شكراً.. لمن بيده ملكوت السموات والأرض سبحانه وتعالى.. وكم نحن فى أشد
الحاجة لفارس مثله، ونحن نعيش فى زمان فرسان الوهم)
وراح آخر يزيد في القصيدة أبياتا كثيرة، فيرسم هذا المشهد الأسطوري،
فيقول: (عنــدما كـــان صــلاح الدّيــن الأيوبـــي صغيـــرا ويلعب مع الصّبيــة
فى الشّارع شاهــده أبوه فأخذه من وسط الأطفال ورفعه عاليًا بيديه، وكان أبوه رجلا
طويل القامة، وقال له: (ما تزوجت أمك وما أنجبتك لكي تلعب مع الصبية، ولكن تزوجت
أمك وأنجبتك لكي تحرّر
نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 18