نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 274
عنه بكل ما يمتلكون من قوة
لإقامة دولتهم التي يهددها التنوير بالفناء، فقد أعدموا العلماء حتى لا تتسرب
أفكارهم التقدمية إلى الرعية، وتعلن الثورة على حكمهم الجائر وتطالب الشعوب
بالتحرر من عبودية آل عثمان المفروضة عليهم عن طريق الفتاوى المضللة وتزييف
التعاليم الإسلامية، لذا اعتبر آل عثمان البحث العلمي رجسا من عمل الشيطان،
وأهانوا كل من يشتغل به، واتهموه بالكفر والزندقة، حكموا عليه بالإعدام ولفوا حول
عنقه المشانق وأطلقوا عليه الرصاص وقدموه طعاما للسمك، والتاريخ يذكر الكثير من
القصص المأساوية التي انتهت باغتيال العلماء والمخترعين بطرق بشعة جعلت الشعوب
الخاضعة للاحتلال العثماني تعيش في ظلام التخلف والجهل لمئات السنين فابتعدت الدولة
عن الحضارة والتهمتها العزلة)[1]
ومن الأمثلة التي ذكرها لذلك
سنان الدين يوسف المعروف بـ [الملا لطفي]، والذي برع في علوم الشريعة والفلسفة
والمنطق، و(تبنى أفكارا تنويرية تدعو للاجتهاد ومواكبة روح العصر، وعارض المعتقدات
الباطنية المنحرفة للطريقة البكتاشية، ودخل في مناقشات علمية مع الملا إزاري
والملا محيي الدين محمد الخطيب زاده والملا أخوين وشيخ الإسلام أفضل زاده، فتغلب
عليهم وكشف أكاذيبهم وفضح فتاويهم المضللة، وهنا أدرك السلطان أن نفوذ لطفي يزداد
يوما بعد آخر، وشعر بالرعب من قوة حجته، ووجد في الرجل ما يهدد استمراره في
السلطة كسلطان يروج أتباعه بأنه ظل الله على الأرض خاصة بعد دعوات الإصلاح
والتحديث الفكري التي تبناها الملا لطفي)[2]
وحينها طلب السلطان من العلماء
التخلص منه، خشية انتشار أفكاره، فأطلقوا عليه لقب [دلي لطفي] أي [لطفي المجنون]،
واتهموه بالانسياق، و(أما شيخ الإسلام فقد رفض
[1]
سلاطين الدولة العثمانية.. قتلة العلماء، موقع عثمانلي، 5 أكتوبر 2018..