نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 98
وقال ابن كـثير: (وكان المتوكـل محببا إلى رعيته، قائما في نصرة أهل السـنة، وقـد شبهه بعضهم بالصديق في قتله أهل
الردة لأنـه نصر الحق،
ورده عليهم، حتى رجعوا إلى الدين، وبعمر بن عبد العزيز حين رد مظالم بني
أمية، وقـد أظهر السـنة بعد البدعة، وأخمد أهل البدع وبدعتهم بعد انتشارها
واشتهارها، فرحمه الله)[1]
ولم يكتفوا
بالثناء عليه في حياته، وإنما راحوا يذكرون أن الله تعالى غفر له كل جرائمه، وأنه
مباشرة بعد انتهائه منها، وقتل ولده له، ذهب إلى الجنة، بلا حساب، ولا عقاب، وهم
يستدلون لهذا بما رآه الإمام أحمد في بعض رؤاه الصادقة، والتي اتفق الرواة على
حفظها عنه، والتي يقول فيها: (سهرت ليلة ثم نمت، فرأيت في نومي كأن رجلًا يعرج بي
إلى السماء وقائلًا يقول:
ملك يقاد إلى
مليك عادل.. متفضل في العفو ليس بجائر
ثم أصبحنا فجاء
نعي المتوكل من سر من رأى إلى بغداد)[2]
ولم تكن تلك
الرؤيا الوحيدة التي يستدل بها السلفية على المنزلة الرفيعة التي نالها، وإنما
يذكرون أن عمرو بن شيبان الجهنمي رآه في رؤيا أخرى، وفي نفس الليلة التي رآه فيها
الإمام أحمد، فقد حفظ عنه الرواة قوله: (رأيت في الليلة التي قتل فيها المتوكل في
المنام قائلًا يقول:
يا نائم العين
في أوطار جسمان.. أفض دموعك يا عمرو بن شيبان
أما ترى الفئة
الأرجاس ما فعلوا.. بالهاشمي وبالفتح بن خاقان؟
وافى إلى الله
مظلومًا تضج له.. أهل السموات من مثنى ووحدان