وبناء
على هذا، فإن تأسيس الحكومة الإسلامية التي تطبق الشريعة، هو التكليف الشرعي الذي
على المنتظر أن يحققه في الواقع، يقول: (مَنْ يقول بعدم ضرورة الحكومة فهذا يعني
أن تكون هناك فوضى. فإذا ما غابت الحكومة فسوف يعم الفساد البلاد بنحو ليس له
حدود. فأي عاقل يقبل أن يظلم الناس بعضهم البعض الآخر كي يمهدوا لظهور صاحب
الزمان!! وماذا سيفعل صاحب الزمان حين يأتي؟ أليس القضاء على الظلم وبسط العدالة.
فالإنسان أن لم يكن سفيهاً ولا مغرضاً ولم يكن ألعوبة بيد الآخرين، لن يقبل بمثل
هذه الأفكار) [2]
وهو
يذكر أن مصدر كل هذه التحريفات هي قوى الاستبداد في القديم والحديث، والتي حولت من
تلك المفاهيم أفيونا للشعوب، يقول: (حقيقة الأمر هي أن السياسة تقف وراء ذلك.
مثلما لقنوا الشعوب، لقنوا المسلمين وجموع غفيرة من سكان الأرض بان السياسة ليست
من شأنكم، أذهبوا أنتم إلى عملكم واتركوا السياسة لأهلها.. إن مثل هذا الكلام
الذي يدعو الناس للتخلي عن السياسة وتركها إلى الظلمة، تركها إلى أميركا والاتحاد
السوفيتي وأمثالهما كي يتسنى لهم نهب ثرواتنا وخيراتنا، كي يتسنى لهم أن ينهبوا
ثروات المسلمين والمستضعفين، إن مثل هذا الكلام تخريف وسذاجة. وقد ضحكوا به على
عقول الناس، بأن اتركوا السياسة لنا واذهبوا أنتم إلى مساجدكم)[3]
ويعقب
على ذلك برفض كل الروايات التي تدعو إلى السلبية، لمعارضتها للقرآن الكريم، يقول:
(إن هؤلاء الذين يقولون ببطلان كل راية ترفع وكل حكومة تقوم، يتصورون