ورد
على أولئك الذين تصوروا أن الشعب الإيراني خرج في ثورته لمطالب أخرى، فقال: (شعبنا
لم يخرج ليقول إننا نريد النظام الفلاني مثلًا. الجميع كانوا يقولون نريد الإسلام،
اجتمعوا كلهم على كلمة الإسلام والجمهورية الإسلامية.. ولم يكن لأي من الجماعات
الأخرى سواء كانت سياسية أو غير سياسية أي دخل في هذه النهضة.. وقد تقدمت بشكل
معجز لأنها كانت نهضة إسلامية.. إذ ثار شعب بأكمله وسار كله إلى الله) [2]
وبناء
على هذا تنبأ بالمستقبل الزاهر لهذه الثورة وللشعب الذي قام بها، فقال: (سيتقدم
ويفلح لأنه شعب الهي لا يهاب الموت. الإلهيون لا يخافون أي شيء. يخافون الله
ويرومون تطبيق أحكام الله في بلادهم) [3]
وهكذا
نراه يربط كل ما حصل في الثورة من انتصارات بالشعب لكونه خرج لأجل تمكين دين الله
في الأرض، ولم يخرج لأجل أهواء شخصية، يقول: (ليس من حق أي حزب أو جماعة أو شخص أن
يقول إنني أنا الذي أوجدت هذا أو نحن الذين أوجدنا هذا، فما تحقق صنعه الشعب
بإرادة الله تعالى.. كانت معجزة تحققت بإرادة الله تبارك وتعالى، وطالما كان هذا
الجانب الإلهي موجوداً، فلن يلحق الشعب مكروه)[4]
ثم
بين دور ذلك التوجه في تيسير ملء كل الفراغات، بخلاف الثورات التي اكتفت بإزالة
الطواغيت من دون أن تحدد البدائل المناسبة، وهو ما أوقعها في الاضطراب، مثلما حصل
في الثورات العربية، التي لم تؤمن البدائل المناسبة لها، يقول: (هذه هي خصوصيات