نام کتاب : إيران ثورة وانتصار نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 243
ثم
وصف ما حصل في تلك الفترة التي يمكن أن تصبح منارة للبشرية جميعا، فقال: (السنوات
العشر الّتي قضاها النبيّ a في المدينة فهي تمثّل
سنيّ إرساء قواعد النظام الإسلاميّ وبناء أنموذج الحكم الإسلاميّ لجميع أبناء
البشرية على مرّ التاريخ الإنسانيّ في مختلف الأعصار والأمصار. وهذا الأنموذج
الكامل، لا نجد له نظيراً في أيّ حقبة أخرى. وبمقدورنا من خلال إلقاء نظرة على هذا
الأنموذج الكامل تحديد المعالم الّتي بها ينبغي للبشر وللمسلمين الحكم على الأنظمة
وعلى الناس) [1]
ثم
ذكر من تلك المعالم تحقيق العدالة الاجتماعية في أرقى صورها، يقول: (لقد كانت غاية
النبيّ a من هجرته إلى المدينة هي
مقارعة الواقع السياسيّ والاقتصاديّ والاجتماعيّ بظلمه وطاغوتيه وفساده الّذي كان
مهيمناً على الدنيا آنذاك، ولم يكن الهدف مكافحة كفّار مكّة فحسب، بل كانت القضية
ذات بعد عالميّ أيضاً. كان النبيّ الأكرم a يتعقّب
هذا الهدف، فكان يغرس بذور الفكر والعقيدة أينما وَجد الأرضية المساعدة لذلك، على
أمل أن تنبت تلك البذور في الوقت المناسب. وكانت غايته من ذلك إيصال رسالة الحريّة
والنهوض وسعادة الإنسان إلى كافّة القلوب. وذلك يتعذّر إلاّ عن طريق إقامة النظام
النموذجيّ القدوة. لذلك فقد جاء النبيّ a إلى
المدينة لإقامة مثل هذا النظام النموذجيّ. لكن إلى أي مدى تسعى الأجيال اللاحقة
لمواصلة ذلك والاقتراب من هذا النموذج، فذلك منوط بهممها ومساعيها.. فالنبيّ a يبني النموذج ويقدّمه للبشرية
والتاريخ) [2]
ثم
ذكر المعالم التي تأسس عليها النظام الّذي شيّده النبيّ a واختصرها في سبعة معالم، هي[3]: