نام کتاب : إيران ثورة وانتصار نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 305
مسلحة) فقلت: كلا، إنكم لا تقدرون على
تنظيم انتفاضة مسلحة. فلا تعرضوا أنفسكم للتهلكة)[1]
ب ـ التحرر من العنف بعد الانتصار:
لم
يرتبط التحرر من العنف في الثورة الإسلامية بعدم مواجهتها للجيش إبان الحراك فقط،
وإنما استمرت الثورة على سلميتها بعد الانتصار أيضا، وهو ما لم يتحقق مثله في
التاريخ أبدا، ذلك أن كل الثورات كانت تبدأ بحل الجيوش، ثم القيام بالإعدامات التي
لا تبنى على أي أسس قانونية ولا شرعية بخلاف الثورة الإسلامية.
والسبب
في ذلك هو كون الإمام الخميني هو قائدها الحكيم، والذي استطاع أن يخفف من الحماسة
ويوجهها التوجيه الصحيح.
ونحب
أن ننقل هنا لقاء حصل بعد انتصار الثورة بين الإمام الخميني وأساتذة وطلبة
الجامعات، وهم في أوج حماستهم، وكانوا يسألونه بكل حماسة عن المسائل المختلفة
متصورين أنه سيفتيهم بفتاوى ثورية، لكنهم فوجئوا بنفس فتاواه السابقة الممتلئة
بالسلام.
ومن
الأمثلة على ذلك مطالبة بعضهم بحل الجيش قائلا: (كلنا نعلم
أن هذا الجيش قد تم تشكيله للدفاع عن النظام الملكي لا عن الشعب)، فقاطعه الإمام
الخميني قائلا: (قبل أن تكمل، هذه المسألة تم حلها! اليوم عاد السيد قرني الذي
كلفته بهذه المهمة، كما جاء السيد يزدي وهو من أعضاء الحكومة، والسيد قرني رئيس الأركان،
وقد تقرر أن يتم خلال هذا الأسبوع إبعاد الطبقة الأولى من قادة الجيش، من هم برتبة
لواء فما فوق، وأما الآخرون فليعودوا إلى مقارهم ويمارسوا عملهم. إما إذا قلت
باننا لا نريد الجيش وأنت لا تقول ذلك فنحن نريد جيش، نحن نريد الجندرمة، نريد الجيش،
نريد الشرطة، نريدهم جميعا.. ولكن