نام کتاب : إيران ثورة وانتصار نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 56
والقيام
بمؤامرة ما.. وحينما وصلت قال بعض السادة يا حبذا لو لم تأت الآن، فالوقت لايزال
مبكرا، ولكني كنت واثقاً بأن الوقت لم يكن مبكرا، ولو أننا أمهلناهم وأخرنا المجيء
لكان ممكنا أن يستغرق الأمر حتى هذا الوقت، ولكانوا قاموا بتنفيذ مخططاتهم ولعجزنا
عن القيام بأي عمل بعد ذلك، وربما تتمكنوا من منعنا من تحقيق ما حققناه.. لكني
واستنادا إلى هذه الأمور، أدركت نتيجة ما قاموا به وما أرسلوه من توصيات، وأحسست
بوجود أمر ما وحينما كان رفاقي يقولون لي أرجئ أمر عودتك إلى إيران قليلا)[1]
سادسا ـ جاذبية
للقائد:
وهي
من أهم الصفات التي يتحلى بها القادة الكبار، والذين يجدون أنفسهم محل قابلية
كبيرة من الجماهير، قد يعرفون سببها، وقد لا يعرفونه، وهي التي أشار إليها قوله
تعالى عن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: ﴿
وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾ [الشرح: 4]، فهذه الآية الكريمة كما تنطبق
عليه a تنطبق على ورثته من الأئمة
المطهرين أو نوابهم المهتدين بهديهم، والسائرين على خطهم.
وأشار
إليها مبينا أسبابها قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ﴾ [مريم: 96]؛ فهي
تشير إلى أن تلك الجاذبية ليست اعتباطية، ولا غيبية مجردة عن الأسباب، وإنما هي
مرتبطة بالأسباب، وأول أسبابها الإيمان والعمل الصالح.
وبناء
على هذا، نرى أن أكبر أسباب نجاح الثورة الإسلامية الإيرانية تلك الجاذبية الخاصة
التي حظي بها قادتها الكبار، نتيجة إخلاصهم وصدقهم مع الجماهير التي التفت بهم.
وأول
من حظي بتلك الجاذبية الإمام الخميني، فكل من تحدث عن الثورة الإسلامية