responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شمائل النبوة ومكارمها نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 12

ومن الأمثلة على ذلك ما يرد في كتب الشمائل من حب رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم لأكل لحم الكتف، أو الثريد، ويبالغون في ذكر الروايات الواردة في ذلك إلى أن يتوهم القارئ أن حياة رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم كلها كانت جريا وراء تلك الأنواع الشهية من المأكولات.

لكن لو قدم لذلك بذكر زهده وورعه وعفافه عن الكثير من شهوات الدنيا، لوضع تلك الأحاديث في محلها الصحيح.. خاصة وأن زهده وورعه وعفافه عن الدنيا هو الأصل، وهو المنسجم مع ما ورد في القرآن الكريم عنه، كما قال تعالى: ﴿لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [الحجر: 88]

وقال مخاطبا أزواج رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم حينما شكون حالهن: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الله وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ الله أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 28، 29]

سادسا: بيان اتفاق الأمة على أحاديث الشمائل؛ فمن خلال اطلاعنا على كل ما ورد من الأحاديث في كتب السنة والشيعة، لم نجد خلافا، ولو في حديث واحد.. ولذلك لم نعتمد في هذا الكتاب التقسيم السابق من تصنيف فصول أو مطالب الكتاب بحسب المصادر الحديثية، ذلك أنا وجدنا أن كل الأحاديث متداولة لدى الفريقين.

ولنبين ذلك.. فقد ذكرنا في كل فصل من الفصول ما ورد في كتب المدرستين، حتى لو كان بعضها متقاربا جدا من حيث الصياغة، لنبين مدى اتفاق الأمة على هذا الجانب المهم من جوانب الدين.

وهذا أمر يفرح له دعاة الوحدة والتقريب بين المؤمنين.. ذلك أن الشمائل تمثل عمق الدين، وجانبه الأكبر.. والوحدة عليها، تدل على وحدة الأمة في معرفتها لرسولها a.

نام کتاب : شمائل النبوة ومكارمها نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست