responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كنوز الفقراء نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 141

فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ}(الرعد:17)؟

قلت: فكيف يكون هذا الهلاك، أبخسف أم بمسخ؟

قال: لا يكون بخسف ولا بمسخ، ولكن الباطل سيقتل نفسه بنفسه.. سينتحر انتحارا بطيئا..

ثم غاب نظره في الأفق البعيد، وقال بصوت لا يكاد يسمع: لكأني أراه الآن يمسك سكينا مسموما، وهو يقطع أجزاءه إربا إربا، وهو بين ذلك يرسل ضحكات مختلطة بأنات كالمجنون.

قلت: يا معلم، فهو الآن إذن ينتحر.

قال: إن أول خطوة يخطوها كل باطل خطوة يتقدم بها نحو الموت.

قلت: لقد ذكرتني، فقد أخبرتني عن هلاك هذا النظام الذي يستولي على دفة العالم، فكيف ذلك، ونحن نراه في أوج قوته؟

قال: هو الآخر ينتحر كانتحار كل باطل، ولا تزيده السنون التي يمهل فيها إلا سقوطا فوق سقوط وانحدارا فوق انحدار.

قلت: هم لا يقبلون هذا إلا بأرقام.

قال: وهم لا يؤمنون بالأرقام؟

قلت: بل هم لا يؤمنون إلا بها، ألسنا في عصر الأرقام؟

نام کتاب : كنوز الفقراء نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست