responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كنوز الفقراء نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 144

الفقير!؟

قال: الزهد مقام من مقامات الدين، وخلق من أخلاق المرسلين، ووصف من أوصاف الأولياء والصالحين، لا يحرم منه مؤمن لفقره، ولا يبعد عنه لغناه.

قلت: كيف ذلك، فالفقير ليس لديه ما يزهد فيه، وقد قيل لبعض الصالحين: يا زاهد، فقال:( الزاهد عمر بن عبد العزيز، إذ جاءته الدنيا راغمة فتركها، وأما أنا ففيماذا زهدت )

قال: ما كان له أن يقول غير ذلك، وإلا لكان مدعيا.

قلت: إن قومي يفهمون من قوله هذا قصر الزهد على الكبراء.

قال: أصابوا وأخطأوا.

قلت: هذا تناقض.. أو بين لي فيم أصابوا، وفيم أخطأوا؟

قال: أصابوا في كون الزهد لا يظهر ولا يكمل معناه إلا في الأغنياء، وأخطأوا في حصره فيهم، ففرق بين أن يكمل فيك الشيء، وبين أن يكون فيك أصله.

قلت: اضرب لي على ذلك مثالا.

قال: أرأيت لو كان في بيتك مائة صرة من الذهب الخالص، ولم يسمع بها أحد، أكنت بها غنيا لا تحل لك الزكاة.

قلت: أجل، لأني أستطيع صرفها في أي لحظة.

قال: ولكن الناس بسبب عدم رؤيتهم لها قد يعتبرونك فقيرا.

نام کتاب : كنوز الفقراء نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست