responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كنوز الفقراء نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 164

قال: فما هذه العبارة التي نالت هذا الفضل عندهم دون من عداها؟

قلت: قوله تعالى:{ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا }(القصص: 77)

قال: ويفعلون ذلك؟

قلت: بل فعلوه، فإن هذه العبارة القرآنية أصبحت مثلا دارجا يردده العامة والخاصة، وكأن القرآن الكريم جميعا اختصر فيها.

قال: فقد وقعتم فيما وقع فيه أهل الكتاب من التحريف، فقد قال تعالى في شأنهم:{ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْض}(البقرة: 85)،

قلت: ولهذا أمر تعالى رسوله a أن يحكم المؤمنين بجميع ما أنزل عليه، قال تعالى:{ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ }(المائدة: 49)

قال: فهلا اطلعوا على سنن الأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ، وكيف كانت حياتهم مليئة بمواقف الزهد فيما في أيدي الناس، والرغبة فيما في يد الله.

قلت: هم يتخيرون من مواقفهم ما يخدمون به آراءهم، فلن يعجزهم ذلك، وقد قال تعالى في أهل الكتاب: { إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً}(النساء:150)، فهم يؤمنون ببعض المواقف ويكفرون ببعض.

قال: أوصلت بهم الجرأة إلى الرسل ـ عليهم الصلاة والسلام ـ

نام کتاب : كنوز الفقراء نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست