قال: كنوزهم كنوز الأغنياء من ملكها
ملكته الأشياء، وكنوزنا كنوز الفقراء من ملكها استغنى برب الأشياء.
قلت: ولكني لا أرى للفقراء وجودا؟
قال: لأنهم أبوا إلا أن ينافسوا
الأغنياء في كنوزهم، وقد صحت فيهم، فلم يسمعني أحد.
تذكرت صياحه الذي سمعت بعضه في رحلاتي
السابقة، فقلت له: إن صياحك لا يكاد يسمع أحدا، وبالكاد أستطيع أن أسمعك لأكتب ما
تقول.
قال: لأني أخاطب القلوب، والقلوب
يؤذيها الصياح.
قلت: فلم لا تسمع الآذان؟
قال: لأن الآذان، تطرب للكلام، ولا
تسمع الكلام، الحق أقول لك: من لم يسمع بقلبه فهو أصم، ألم تسمع قول الحق تعالى:{ َمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ
الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ
فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ}(البقرة:171) ؟