responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كنوز الفقراء نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 226

قديم الدهر، وماذا حل بهم من العذاب الشديد مع شدة قواهم، وما أثروه في الأرض وجمعوه من الأموال، فما أغنى عنهم ذلك شيئاً ولا رد عنهم ذرة من بأس اللّه، وذلك لأنهم لما جاءتهم الرسل بالبينات لم يلتفتوا إليهم ولا أقبلوا عليهم، واستغنوا بما عندهم من العلم في زعمهم عما جاءتهم به الرسل.

قال: فقد أرسل الله إلى هؤلاء من يعلمهم، ولكنهم لتعالمهم الذي هو عين الجهل وأساس الجهل لم يقبلوا منه.

قلت: نعم، هذا صحيح، وقد وقع فيه أكثر المنحرفين عن الله المجادلين أولياء الله.

قال: بل قل: وقع فيه كل المنحرفين عن الله، فأول خطوة للانحراف هي الجهل، كما أن أول خطوة للتحقيق هي العلم.

قلت: ولهذا جعل الله تعالى علة ما حاق بالقرى من هلاك هو الجهل، كما قال تعالى:{ وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ} (الأنعام:111)

قال: ألا ترى القوة التي يتمتع بها الجهل في التأثير في صاحبه، وفي صده عن الحقائق؟

قلت: نعم.

قال: بل إن الله تعالى يخبر بأن كل المعجزات لن تستطيع التأثير في

نام کتاب : كنوز الفقراء نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست