قلت: وعيت هذا.. فما الصفة الرابعة
التي تجعلني أمد يدي إلى نفسي؟
قال: هي قدرة نفسك العظيمة على
الخداع.
قلت: وما الخداع؟
قال: هو وزير من وزراء النفس يضع لك
الحيل المختلفة، ويوجد لك الحلول لمختلفة، ولكنها كلها ترمي بك في الهاوية.
قلت: لعلك تقصد ما قال الغزالي في
قوى النفس:( والعبد الجالب للميرة كذاب مكار خداع خبيث يتمثل بصورة الناصح وتحت
نصحه الشر الهائل والسم القاتل وديدنه وعادته منازعة الوزير الناصح في آرائه
وتدبيراته حتى لا يخلو من منازعته ومعارضته ساعة )[1]
قال: نعم رحم الله الغزالي، فقد كان
خبيرا بالنفوس.
قلت: ولكن كيف أكتشف خداع نفسي لي،
وكيف أفرق بين نصائح الوزير الناصح، وخداع العبد المحتال؟
قال: بخروجك من نفسك ورفعك ثقتك
عنها، وعودتك إلى الله.