تعالى:{ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}(العنكبوت:41)
قلت: قرأت كلا الآيتين، ويقرؤهما جميع الناس، فما الذي يمكن أن أسمعه منهما؟
قال: أما الآية الأولى، فالله تعالى يتحدى فيها قواكم العظمى أن تخلق ذبابة واحدة، بل يتحداهم فيما هو دون ذلك أن يستنقذوا الطعام الذي يسلبهم الذباب إياه.
قلت: صدقت في هذا.. والعلم الحديث يقر بذلك.. فما إشارة الآية الثانية؟
قال: إن البيوت التي تعتصمون بها أو تخافون منها لا تعدوا أن تكون خيوط بيت عنكبوت، فهل رأيت أوهن منها؟
قلت: لا.. إن بيتها الذي تتفنن في بنائه سرعان ما يتهدم بداخل أو بخارج.. وهي لغبائها لا تختار إلا المداخل أو المخارج.
قال: وأنتم لا تختلفون عنها، فإن قواكم التي منحكم الله لا تضعونها إلا في المواطن التي تصيبكم بالهلكة.
قلت: كيف؟
قال: أنتم لا تستعملوها لترحموا المستضعفين، بل لتقتلوهم وتقضوا عليهم، وتتفننون في ذلك أكثر من تفنن العناكب في صناعة بيوتها.