قال: ولذلك يستعمل الشحاذون ألسنتهم.
قلت: ولولاها لم ينالوا أي شيء.
قال: فمن أشطرهم؟
قلت: أقدرهم على إظهار اضطراره وفقره وعجزه ومسكنته.
قال: فكيف يظهر ذلك؟
قلت: للاضطرار لسانه، وللافتقار لسانه، وللعجز لسانه، وللمسكنة لسانها.
قال: فقد أقررت إذن بالألسنة الأربع التي تعبر عن الأيدي الأربع.
قلت: نعم.. ذكرت الألسنة الأربع، ولكني لم أذكر الأيدي الأربع.
قال: كل يد تعبر عن حاجة من الحاجات.. إذا مد الغريق يده إليك، فوضعت فيها دينارا، هل يقبله أم يظل يمد يديه إليك؟
قلت: بل لو أعطيته مليارا لرماه، فما يغني عنه إن تلقفه الموت، بل سيظل مادا يده إلي.
قال: وما يده التي يمدها؟
قلت: يد اضطراره.
قال: فقد أقررت إذن بأن للاضطرار يده التي تختلف عن يد الافتقار، ومثل ذلك يد الضعف ويد المسكنة.
قلت: فكيف أتحقق بهذه الأيدي؟