responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كنوز الفقراء نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 329

قلت: أتصدق مثل هذا يا معلمي؟

قال: وما الذي يمنعني من تصديقه؟

قلت: الصالحون كانوا يطلبون الله ، ويرشدون إلى الله ، ولم يكن يطلبون الدنيا.

قال: وطلب الدنيا وسعتها حجاب الغافلين عن الله، أما العارفون الفاقهون عن الله ، فلو وضعت الدنيا جميعا في خزائنهم ما شغلتتهم عن الله لحظة واحدة.. ألم تسمع مقالة سليمان u؟

قلت: أي مقالة؟

قال: لقد قال لله ، وبإلحاح متضرع:{ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ( (صّ: 35)

قلت: بلى.. ولا زلت محتارا في سر هذا الطلب العجيب.

قال: ستفقه سره الأوفى في مفاتيح المدائن.. أما هنا فاعلم أن سليمان u في غمرة ثقته بحبه الله، وامتلاء قلبه به ، قال: يا رب ابتلني بما شئت.. بالمال.. بالملك.. بل بالملك الذي لا يوجد نظيره.. فلن يزيغ بصري عنك ، ولن يطغى.

قلت: لقد فقهت هذا.. ولكني لا أفقه أن أسأل الله الرزق.. مع أنه رزاق بذاته.. فما حاجتي للطلب؟

قال: الله رزاق ، ومجيب.. فلا ينبغي أن يحجبك اسم عن اسم.. اعبد الله بأسمائه جميعا.

نام کتاب : كنوز الفقراء نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 329
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست