responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كنوز الفقراء نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 46

قلت: ألا تأتيني بشواهد على هذا، فإنها مسألة خطيرة لا تقبل إلا بشاهد؟

قال: ألم تسمع إلى ربك، وهو يخبرك عن مواجهة المترفين لأنبيائهم؟

قلت: بلى، فالله تعالى ذكر ذلك في مواضع عدة من القرآن الكريم، كقوله مبينا سنة ذلك:{ وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ}(سـبأ:34)

قال: ألم تسمع إلى ربك، وهو يربط بين مصير القرى والمترفين، بل يبين أن المترفين هم سبب هلاك الأمم والحضارات؟

قلت: بلى، فالله تعالى يقول مبينا هذا القانون:{ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً}(الاسراء:16)

قال: ألا تعلم السبب الذي جعل الترف حائلا بين المترفين والحق؟

قلت: ما هو؟

قال: الترف.. فالمترف مستغرق في ترفه مستعبد له، وقد قال تعالى:{ فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ} (هود:116)، فالمترفين استهواهم ترفهم، فاستعبدهم من دون الله.

قلت: لقد ذكرتني بقوله a:( تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة إن أعطي رضي، وإن لم يعط تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش ) [1]


[1] ) البخاري.

نام کتاب : كنوز الفقراء نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست