فقلنا
له: إن هذا الذي تذكره أنت لم يصل إليه العلماء إلا بعد حشد طويل من الاكتشافات،
وبعد آلات دقيقة يسرت لهم مثل هذه الدراسات، لكنا قد وجدنا هذا مذكوراً على لسان
محمد النبي الأمي قبل 1400 عام، فقد جاء في الحديث عن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم [1]: (لا تقوم الساعة حتى تعود أرض
العرب مروجاً وأنهاراً)، أي بساتين وأنهاراً فقلنا له: من قال لمحمد a أن بلاد العرب كانت بساتين
وأنهاراً؟ فأجاب على الفور قائلا: الرومان.
فتذكرت
قدرته على التخلص من المآزق، فقلنا: إذاً نوجه له سؤالاً آخر، فقلنا له: ومن أخبره
بأنها ستعود مروجاً وأنهاراً؟.. لقد كان يفر إذا أحرج وإذا وجد فرصة، ولكنه إذا
وجد الحقيقة يكون شجاعاً، ويعلن رأيه بصراحة، فقال: إن هذا لا يمكن أن يكون إلا
بوحي من أعلى.
وبعد
مناقشتنا معه علق على هذه المناقشة بكلمته هذه: (أعتقد أنك لو جمعت كل هذه
الأشياء، وجمعت كل هذه القضايا التي بسطت في القرآن الكريم والتي تتعلق بالأرض
وتكوين الأرض والعلم عامة، يمكنك جوهرياً أن تقول: إن القضايا المعروضة هناك صحيحة
بطرق عديدة، ويمكن الآن تأكيدها بوسائل علمية، ويمكن إلى حد ما أن نقول: إن القرآن
هو كتاب العلم المبسط للرجل البسيط وإن كثيراً من القضايا المعروضة فيه في ذلك
الوقت لم يكن من الممكن إثباتها. ولكنك بالوسائل العلمية الحديثة الآن في وضع
تستطيع فيه أن تثبت ما قاله محمد منذ 1400 سنة)