responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 22

تلك الكلمات، فلم أرها غير أكاذيب المنافقين..

قلت: فكيف عرفت بارتداد القلوب عنه؟

قال: لأن القلوب لا يمكن أن تظل على النفاق.. والأعين لا يمكن أن تظل ترسل دموع التماسيح.

قلت: كل الناس يحصل لهم هذا.. يمدحون، ثم يهجون.. ويشكرون ثم يكفرون.

قاطعني، وقال: إلا الصادقون.. فالقلوب لا تزداد لهم إلا محبة.. والأعين لا تزداد لهم إلا شوقا.. والأفواه لا تزداد لهم إلا مدحا.

قلت: فمن هؤلاء !؟

قال: أنا أبحث عنهم.. لقد اتخذت دفترا أسجل فيه منحنيات الحب والبغض..

قلت: هذه أول مرة أسمع بهذا النوع من المنحنيات.

قال: لأن البشر انشغلوا بمنحنيات العمران عن منحنيات الإنسان.

قلت: عرفت قيمة منحنيات العمران.. فما قيمة منحنيات الإنسان؟

قال: لقد جعل الله في قلوب البشر جواذب نحو الحقيقة.. قد يشردون عنها، ولكنهم سرعان ما يعودون إليها.. هي كإبرة البوصلة.. تحركها ذات اليمين، وذات الشمال، ولكنها تأبى إلا أن تعود إلى المحل الذي تنجذب إليه.

قلت: عرفت قيمة إبرة البوصلة.. فبها نميز الشمال من الجنوب.. وبها نهتدي في طريق البر والبحر.

قال: وببوصلة القلوب نعرف الصادقين من الكاذبين.. ونهتدي إلى أهل الحقائق، وأهل الدجل.

قلت: لقد ذكرتني بما قالت لي العذراء في ذلك الحلم الجميل.. لقد قالت في وصف

نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست