responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 253

(هذا الشاعر يستغيث بالرسول a، ويقول له: لا أجد من ألتجئ إليه عند نزول الشدائد العامة إلا أنت، وهذا من الشرك الأكبر الذي يُخلد صاحبه في النار إن لم يتب منه، لقوله تعالى:﴿ وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ (يونس:106)، أي المشركين، لأن الشرك ظلم عظيم، وقوله a: (من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار)[1]

ابتسم، وقال: ما أعجب هؤلاء.. وما أسرعهم في اتهام المؤمنين، بل الأولياء من المؤمنين بالكفر والشرك، ألم يسمعوا ما ورد في التحذير من ذلك.

قلت: بلى.. سمعوا.. ولكنهم يعتقدون أن ما يذكرونه هو الحق الذي لا حق غيره.

قال: أفتراهم إذا جثوا بين يدي الطبيب يشكون حالهم إليه مشركون بذلك؟

قلت: لم يقل بهذا أحد من الناس.

قال: فكيف يزعمون إذن بأن من شكى لحبيبه وطبيبه حاله، يكون مشركا.

سكت قليلا، ثم قال: الشرك معروف، وهو ما يعتقده قومي حين يعتبرون المسيح إلها أو أقنوما من إله.

قلت: ولكنهم يتصورون مخاطبة رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم ودعائه شركا، لأنه لا يدعى إلا الله.

قال: ولم أر المسلمين يدعون غير الله عوامهم وخواصهم، فلا أحد منهم يعتقد إلها غير الله..

قلت: وهذا الخطاب الذي يتوجهون به لرسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، وكأنهم يستغيثون به !؟

قال: هم يفعلون ذلك كما يفعل كل البشر مع الأطباء حين يستلقون أمامهم كما يستلقي الميت بين يدي الغسال ينتظرون منهم أن يكونوا واسطة للشفاء الذي ينزله الله، فالله


[1] رواه البخاري.

نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست