responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 255

قلت: عهدي بأولياء الله أسعد الخلق حياة، وأهنأهم نفسا، حتى وكأن الجنة عجلت لهم.

قال: لكن بعض الآلام تعتريهم.

قلت: القلب الذي يعرف الله لا يعرف الألم.

قال: هو ألم أشبه بألم يعقوب لفقد يوسف.. فمقام يعقوب العظيم عند الله، ومقام يعقوب العظيم في درجات السلوك إلى الله لم يمنعاه من ذلك الحزن الذي عبر عنه الله تعالى بقوله:﴿ وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴾ (يوسف:84)

ومقام رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم في سلم الولاية لم يمنعه من قوله عندما توفي ابنه إبراهيم: (إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون) [1]

قلت: فما الحزن الذي يعتري الأولياء.. فيشعرهم بالألم.

قال: فقد رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم..

قلت: ألم تخبرني قبل حين أنهم يستشعرون حياته؟

قال: الحياة مراتب.. فقد يكون شخصا حيا، ولكنك تستشعر ألما لبعده عنك.

قلت: ولكن الأولياء كما ذكرت لي لا يغيبون عن رسول الله.. ولا يغيب رسول الله عنهم.. قال: ذلك لقاء الأرواح.. والأولياء يتلهفون إلى لقاء الأشباح..

التفت إلي، وقال: ألم تسمع حديث ثوبان وغيره من الصحابة وشكواهم لرسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم ألم الفراق؟قلت: بلى..

قال: ولهذا كانت أعظم المصائب التي حلت بالمؤمنين فقدانهم لرسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم..


[1] رواه البخاري.

نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست