وأخيراً
تمّت مناقشة الرّسالة في الكنيسة الإنكليكيّة بالقاهرة، واستغرقت المناقشة تسع
ساعات وتركزت حول قضيّة النّبوّة والنّبي a علماً بأن الآيات صريحة في الإشارة
إلى نبوّته وختم النّبوّة به.
قلت:
فهل منحوك هذه الرسالة مع هذا؟
قال:
نعم منحوني الرسالة بيد، وأخذوها مني باليد الأخرى.. لقد صدر القرار بسحب الرسالة
منّي وعدم الاعتراف بها.
قلت:
فماذا فعلت؟
قال:
أخذت أفكر في أمر الإسلام تفكيراً عميقاً حتّى تكون هدايتي عن يقين تام، ولكن لم
أكن أستطيع الحصول على الكتب الإسلامية، فقد شدّد (.. !؟) الحراسة عليّ وعلى
مكتبتي الخاصّة.
قلت:
فكيف وصلت إلى أشعة محمد مع هذا التضييق؟
ابتسم،
وقال: أصدقك القول.. إنهم كلما ضيقوا على الإسلام، كلما اتسع وازداد انتشاره..
في يوم
من أيام عام 1978م كنت ذاهباً لإحياء مولد العذراء بالإسكندريّة، وأثناء ركوبي في
الحافلة بملابسي الكهنوتية، وبصليب يزن ربع كيلو من الذهب الخالص وعصاي الكرير صعد
صبيّ صغير يبيع كتيبات صغيرة، فوزعها على كلّ الركّاب ماعدا أنا.
عندما
انتهى من التوزيع والجمع، فباع ما باع وجمع الباقي، قلت له: (يا بنيّ لماذا أعطيت
الجميع بالحافلة إلا أنا)، فقال:
(لا يا أبونا أنت قسيس)
وهنا
شعرت، وكأنّني لست أهلاً لحمل هذه الكتيّبات مع صغر حجمها.. فألححت عليه ليبيعني
منها، فقال: (لا هذه كتب إسلاميّة) ثم نزل.
وبنزول
هذا الصّبي من الحافلة شعرت وكأنّني جوعان، وفي هذه الكتب شبعي، وكأنّني