كان
أصدقائي يزوروني كلَّ يومٍ للذهاب إلى الكنيسة، وبعد شهرين تمَّ تعميدي، فأصبحت
عضواً منتظماً في صلاتهم، وبعد مرور خمسة أعوام، أقنعني راهبنا بالعمل في الكهنوت
كعاملٍ متطوِّع، ثم أصبحت المنشد الرئيسي، ثم القائد في الصَّلاة، ثم معلِّماً في
مدرسة الأحد، ثم أصبحت أخيراً راهباً رسميّاً في الكنيسة.
وكان
عملي خاضعاً لبعثة التبشير الإنجيليَّة القرويَّة الحرَّة (.. !؟) وهي بعثةٌ
تبشيريَّة مثل بعثة (يسوع هو الله)، و(الناصري)، و(خبز الحياة).. وغيرها من
الجمعيات.
بدأت
تعليم الناس الإنجيل وتعاليمه، وأجبرت نفسي على حفظ أجزاءٍ وآياتٍ منه عن ظهر قلبٍ
من أجل الدِّفاع عن الدِّين الَّذي كنت أُومن به.
وقد
أصبحت فخوراً بنفسي لهذا المنصب الَّذي حظيت به، وكنت غالباً ما أرى أنِّي لا
أحتاج إلى أيِّ تعاليم أو نصوص أخرى عدا الإنجيل، ولكن مع ذلك، كان هناك فراغٌ
روحيٌّ في داخلي.
صلَّيت،
وصُمْت، واجتهدت لإرضاء مشيئة الإله الَّذي كنت أعبده، ولم أكن أجد السعادة إلَّا
عندما كنت أتواجد في الكنيسة.. لكن هذا الشعور بالسعادة لم يكن مستمرّاً، وحتى
عندما كنت أتواجد مع عائلتي.
ومما زاد
في آلامي هذه أنَّ بعض أصدقائي من الرُّهبان ماديُّون، فهم يغمسون أنفسهم في
الشهوة الجسديَّة والفساد، والتعطُّش للشهرة.
وعلى
الرغم من كلِّ ذلك فقد واصلت مقلدا اعتناقي الدِّين بقوَّة، وذلك لأنني كنت أعرف ـ
حسب ما تقوله التعاليم ـ بـ (أنَّ الكثيرين يُدْعَوْن، ولكنَّ القليل منهم
يُخْتارون)
كنت
دوماً أُصلِّي ليسوع المسيح ليغفر لي ذنوبي، وكذلك ذنوبهم، فقد كنت أظنُّ بأنَّه
هو الحلُّ لكلِّ مشكلاتي، ولذلك فإنَّه يستطيع الاستجابة لكلِّ دعائي.