responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 314

وفي النِّهاية ـ وعندما يكون قد حُشر في الزاوية ـ فإنَّه كالقطَّة سيندفع فجأةً وبسرعةٍ بأوَّل ردٍّ يخطر على باله ـ ومتناسياً أنَّه قبل ذلك استثنى ذاك الاحتمال ـ ليدَّعي: (حسناً، ربَّما لم يكن كاذباً. ربَّما كان مجنوناً وحقّاً كان يعتقد أنَّه نبيّ)، وهكذا يبدأ دورانه في الحلقة المفرغة من جديد.

لقد ذكر القرآن الكريم هذا، واعتبره من أساليب الكفار في جحد الحقائق، فالله تعالى يقول:﴿ أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ(13)ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ(14)﴾ (الدخان)

سكت قليلا، وكأنه يسترجع ذكرياته مع أمثال هؤلاء الجاحدين الذين ملأوا الدنيا بالشبهات الجوفاء، ثم قال: قبل سبع سنواتٍ تقريباً، زارني أحد الرُّهبان في بيتي، وفي تلك الحجرة الَّتي كنَّا نجلس فيها كان هناك قرآنٌ على الطاولة ووجهه إلى الأسفل، فلم يعرف الرَّاهب أيّ كتابٍ هو.

وفي منتصف نقاشنا، أشرت إلى الكتاب قائلاً: (أنا لديَّ الثِّقة بهذا الكتاب)، فأجاب ناظراً إلى القرآن الكريم من غير أن يعرف ما هو: (حسناً، وأنا أقول لك بأنَّه إن كان ذلك الكتاب ليس الإنجيل، فقد أُلِّف من قِبَلِ الإنسان)، فكان ردِّي عليه: (دعني أُحدِّثك شيئاً عمَّا جاء في هذا الكتاب)، وخلال ثلاثٍ أو أربع دقائق فقط ذكرت له ما يتعلَّق ببعض الأمور الموجودة في القرآن الكريم.

وبعد تلك الثَّلاث أو الأربع دقائق فقط غيَّر موقفه تماماً وقال: (أنت على حقّ، فالإنسان لم يؤلِّف هذا الكتاب، بل الشيطان هو الَّذي ألَّفه!)

طبعاً، اتِّخاذ مثل هذا الموقف هو غايةٌ في سوء الطَّالع، وذلك لأسبابٍ عدَّة، منها أنَّه عُذْرٌ مُتسرِّعٌ ورخيصٌ كمَخْرَجٍ فوريٍّ من ذلك الوضع المزعج.

وفيما يتعلَّق بهذا الأمر، هناك قصَّةٌ مشهورةٌ في الإنجيل تذكر كيف أنَّ بعض اليهود في

نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 314
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست