responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 362

ملكت الصورة عليَّ خيالي.. وأحسستُ بشوق غلاّب لا يقاوم إلى معرفة ذلك النور الذي كان يُغالب الظّلام في اللّوحة.. بدأتُ أدرس اللّغة التركيّة، ومن ثمّ الفارسيّة فالعربيّة، وحاولتُ أن أتمكّن من هذه اللّغات الثلاث حتّى أستطيع خوض هذا العالم الروحيّ الذي نشر هذا الضوء الباهر على أرجاء البشريّة.

وفي إجازة صيف قدر الله أن أُسافر إلى البوسنة وهي أقرب بلد شرقيّ إلى بلادي. وما كدت أنزل أحد الفنادق حتّى سارعت إلى الخروج لمشاهدة المسلمين في واقع حياتهم.. وقد خرجت بانطباع مُخالف لما يُقال حول المسلمين.. وكان هذا هو أوّل لقاء لي مع المسلمين. ثمّ مرّت سنوات وسنوات في حياة حافلة بالأسفار والدراسات، وكان مع مرور الزّمن تتفتّح عيوني على آفاق عجيبة وجديدة.

ورغم تطوافي الواسع في دنيا الله، واستمتاعي بمشاهدة روائع الآثار في آسيا الصغرى وسوريا، وتعلّمي اللّغات العديدة وقراءاتي لآلاف الصفحات من كتب العلماء، رغم كلّ ذلك فقد ظلّت روحي ظمأى.

سكت قليلا يسترجع ذكرياته، ثم قال: أثناء وجودي في الهند، وفي ذات ليلة رأيت ـ فيما يرى النائم ـ كأنّ محمّداً رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم يخاطبني بصوت عطوف: لماذا الحيرة؟ إنّ الطريق المستقيم أمامك مأمون ممهّد مثل سطح الأرض، سرْ بخطى ثابتة وبقوّة الإيمان.. وفي يوم الجمعة التالية، وقع الحدث العظيم في مسجد الجمعة في دلهيّ.. حينما أشهرت إسلامي على رؤوس الأشهاد..

ابتسم، وقال: كان التأثّر والحماس يعمّان المكان، ولا أستطيع أن أتذكّر ماذا كان في ذلك الحين.. وقف الناس أمامي يتلقّفونني بالأحضان، كم من مسكين مجهد نظر إليَّ في ضراعة، يسألني الدعوات، ويريد تقبيل رأسي، فابتهلتُ إلى الله أن لا يدع هذه النفوس البريئة تنظر إليِّ وكأنِّي أرفع منها قدراً، فما أنا إلاّ حشرة من بين حشرات الأرض، أو تائه جادّ في البحث عن

نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 362
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست