responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 388

وفنهم، بينما كانت أوروبا تغض فى بربرية وجهل مدقع، فلتعملوا من الآن على أن تعودوا لإيمانكم الخلاق؟.. كيف أن هذا الأتاتورك التافه، الذى ينكر كل قيم الإسلام قد أصبح عندكم رمزا لإحياء الإسلام؟

استمر مضيفى فى صمته، وبدأ الجليد ينهمر فى الخارج، ومرة ثانية غمرنى الشعور المزدوج بالحزن والسعادة، الذى انتابنى حينما اقتربت من (ديهزانجى).. لقد أحسست بالفخار لما قد كان، وبالخجل لما عليه أبناء حضارة عظيمة.

قلت لمضيفي: هل لك أن تدلنى كيف أن الإيمان الذى دلكم عليه نبيكم، وكل هذا الوضوح والبساطة، قد دفنت تحت أنقاض الثرثرة المتحزلقة، والشجار بين علمائكم؟.. كيف أن أمراءكم والإقطاعيين يعيشون فى رفاهية، بينما إخوانهم من المسلمين، يذوقون الفاقة والفقر المدقع، فى حين أن نبيكم يقول أنه (لا يؤمن من بات شبعان وجاره جائع)؟.. هل لك أن تشرح لى كيف نبذتم النساء خلفكم، بينما نساء الرسول a وصحابته كن يشاركن الرجال فى أمورهم الهامة؟.. كيف وصل الحال بكم أنتم المسلمين إلى الجهل والأمية، فى حين يقول نبيكم أن (طلب العلم فريضة على كل مسلم)، و(فضل العالم على العابد كفضل البدر على سائر النجوم)؟

ظل مضيفى يحملق فى دون كلام، وابتدأت أشعر أن ملحوظاتى قد أحبطته، أما الرجل ذو القيثارة الذي كان لا يعرف الفارسية بدرجة تجعله يتتبع كلامى، فقد أخذ يتعجب من هذا الغريب الذى يتكلم بهذه النغمة مع الحاكم.

وفى النهاية، أخذ الحاكم رداءه المصنوع من جلد الغنم وتدثر به، كما يكون قد أحس بالبرد!وهمس لى: (لكنك أنت مسلم)

أخذنى الضحك، وأجبت: لا، أنا لست مسلما، ولكنى ألممت ببعض القيم فى الإسلام التى تجعلنى أغضب فى بعض الأحيان، كيف أنكم أنتم أيها المسلمون تضيعونها، اعذرنى إذا

نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 388
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست