صالحة
لكل طور اجتماعي على تعاقب الأطوار والعصور، على سنة العدل التي لم يجد لها عصرنا
اسمًا أوفق من (تكافؤ الفرص)، الذي يلغي كل تفريق، ويسقط كل حجة، ويقضي على كل
تميّز إلا بامتياز ثابت صحيح)[1]
وتحدث عن
سمو العلاقة الزوجية في الإسلام، وكما يصورها القرآن، فيقول: (العلاقة الزوجية في
الإسلام ليست مسافدة حيوانية بين ذكر وأنثى، على إطلاق بواعث الرغبة والاشتهاء
الغريزي بين جنسي النوع البشري. لغير هذا قامت كوابح الآداب وضوابط الشرائع
والعقائد:﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ
لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ
مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ (الروم:21) هكذا جاء في سورة
الروم، وإني لأرى في قوله (من أنفسكم) لمسة تمس شغاف القلب وتذكر بما في الزواج من
قربى تجعل الزوجة قطعة من النفس ثم أردف ذلك بالسكن، وما أقرب السكن في هذا الباب
من سكنية النفس لا من مساكنة الأجساد! بدليل ما أردف بذلك من المودة والرحمة..
وتلك عليا مناعم المعاشرة الإنسانية، بما فيها من غلبة الروح على نزوات الأجساد
ودفعات الرغبة العمياء. فالزواج مطلب نفسي وروحي عند الإنسان، وليس مطلبًا شهويًّا
جسديًّا وإن كان له أساس جسدي)[2]
وقال:
(كان لابد من إصلاح ما بين الإنسان وبين نفسه التي بين جنبيه بعقيدة موفقة بين
الدين والدنيا، وقد نهض بهذا الإسلام، وكانت سنته في الزواج كفاء خطته في جوانب
الهداية البشرية الفطرية، لتحرير البشر من الذعر والخزي وعقدة الإثم الشوهاء التي
كبّلته ولم تزل تكبل الكثيرين عن انطلاقة الحياة وسوء الفطرة)
قلت:
إن نفحات الصدق التي نطق بها هذا الرجل أعظم من أن تنحصر في كونها مجرد شهادات
عالم موضوعي..