وقال:
(الجامعة الإسلامية بمعناها الشامل ومفهومها العام إنما هي الشعور بالوحدة العامة
والعروة الوثقى لا انفصام لها بين جميع المؤمنين في المعمور الإسلامي.. لقد كر
أكثر من ثلاثة عشر قرنًا فما أوهن كرور هذه القرون من الجامعة الإسلامية جانبًا
ولا ضعضع لها كيانًا، بل كلما تقادم عليها العهد ازدادت الجامعة شدة وقوة ومنعة
واعتزازًا. حقًا أن الجامعة اليوم بين المسلم والمسلم لأقوى منها بين النصراني
والنصراني. ولا ينكر أن المسلمين يتقاتلون بعضهم مع بعض قتالاً شديدًا، بيد أن هذا
ليس له من الشأن أكثر مما ينشأ بين أفراد الأسرة الواحدة المشتبكة الأرحام، إذ لا
حقد في الإسلام، فعند الشدائد تذهب الأحقاد بين المسلمين، فيعملوا على الأمر الذي
فيه يختلفون ويتألبون جموعًا متراصة متماسكة لقتال العدو المهاجم وردّ الخطر
الداهم. ومن أحب أن يقف حق الوقوف على ما أراده الإسلام من غرض الجامعة وغايتها
فلينظر إلى حال المسلمين اليوم وإلى تيار هذا التعاطف والتشاكي كي يعلم سرّ
الجامعة ومكانتها في نفوس المسلمين وفي الواقع ليس من دين في الدنيا جامع لأبنائه
بعضهم مع بعض موحد لشعورهم دافع بهم نحو الجامعة العامة والاستمساك بعروقها كدين
الإسلام)[2]
وقال:
(أي شيء أدل على هياج الإسلام وغليان مراجل عقده من ذلك الثوران الهائل الذي يقوم
به السبعون مليونًا من المسلمين في الهند احتجاجًا على تجزئة الدولة العثمانية،
والأمر الأخطر أن هذا الثوران الإسلامي ليس مقصورًا على الهند فحسب، بل إنه شامل
المعمور الإسلامي)[3]
وقال:
(لا يغرب عن البال أن الروابط الدينية والصلات الخلقية التهذيبية التي تجمع بين