من
الأسماء التي رأيتها في دفتر الغريب في هذا الفصل اسم (إلس ليختنستادتر) [1]، فسألت الغريب عنه، فقال: هذه
امرأة فاضلة رأيت في كلماتها نفحة من نفحات الصدق، فسجلتها.
لقد
تحدثت عن عقيدة المسلمين في القرآن الكريم، فقالت: (إن المسلم العصري يعتقد أن
كتابه المنزل يسمح له، بل يوجب عليه، أن يعالج مشكلات عصره بما يوافق الدين ولا
يضيع المصلحة أو يصد عن المعرفة كما انتهت إليها علوم زمنه.. وإن مزية القرآن – في عقيدة المسلم – أنه متمم للكتب السماوية ويوافقها
في أصول الإيمان، ولكنه يختلف عنها في صفته العامة فلا يرتبط برسالة محدودة تمضي
مع مضي عهدها ولا بأمة خاصة يلائمها ولا يلائم سواها. وكل ما يراد به الدوام،
ينبغي أن يوافق كل جيل ويصلح لكل أوان)[2]
وتحدثت
عن دور القرآن في إشاعة القيم الفاضلة، فقالت: (إنه من الضروري لإدراك عمل القرآن
من حيث هو كتاب ديني وكتاب اجتماعي أن ندرك صدق المسلم حين يؤكد أن القرآن يمكن أن
يظل أساسًا لإدراك الحكم المعقدة التي تعالج مشكلات المجتمع الحديث. فإن النبي يرى
أن القرآن هو حلقة الاتصال بين الإله في كماله الإلهي وبين خليقته التي يتجلى فيها
بفيوضه الربانية وآيتها الكبرى الإنسان. وإن واجب الإنسان أن يعمل بمشيئة الله
للتنسيق بين العالم الإلهي وبين عالم الخلق والشهادة، وخير ما يدرك به هذا المطلب
أن تتولاه جماعة إنسانية تتحرى أعمق الأوامر الإلهية وألزمها وهي أوامر العدل
للجميع والرحمة بالضعيف
[1] الدكتورة إلس ليختنستادتر:
سيدة ألمانية، درست العلوم العربية والإسلامية في جامعة فرانكفورت، ثم في جامعة
لندن، وأقامت زهاء ثلاثين سنة بين بلاد الشرقين الأدنى والأوسط، وعنيت عناية خاصة
بدعوات الاجتهاد والتجديد والمقابلة بين المذاهب. من مؤلفاتها (الإسلام والعصر
الحديث).
[2] الإسلام والعصر الحديث،
عن العقاد: ما يقال عن الإسلام، ص 19.