responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 53

الدنايا.. إني غير مستطيع أن أحصي ما قدمه هذا الرسول من جليل الأعمال)

بعدها تساءل في ألم ووجوم قائلاً: (أمام كل هذا الفضل وهذا الصفاء.. أليس من المحزن الأليم حقاً أن يقدح في شأنه المسيحيون وغيرهم !؟)

وقد حانت لي فرصة للاستماع إليه في جمع كان قد دعي إليه، وكان من أقواله في ذلك الجمع: أشعر بعميق الامتنان على إتاحة هذه الفرصة لي لأُعبِّر فيها ببعض الكلمات عمَّا دفعني لإعلان إسلامي، لقد تربَّيْت تحت تأثير أبويْن مسيحيَّيْن. وأصبحت في سنوات عمري المبكِّرة مهتمًّا بعلم اللاهوت. فشاركت بنفسي في الكنيسة الإنجليزيَّة، واهتممت بالعمل التبشيريِّ دون أن يكون لي فيه مشاركةً فعليَّة.

وقبل بضع سنواتٍ مضت انصبَّ اهتمامي على عقيدة (العذاب الأبدي)[1]لكلِّ البشريَّة عدا بعض المختارين، وأصبح الأمر بالنِّسبة لي مقيتاً جداًّ بحيث صار يغلب عَلَيَّ الشكُّ، فقد فكَّرت منطقيّاً بأنَّ ذاك الإله الَّذي يمكن أن يستخدم قدرته لخلق الكائنات البشريَّة الَّتي يجب أن تكون ـ في سابق علمه وتقديره ـ مُعذَّبةً للأبد، لابدَّ أنَّه ليس حكيماً، أو مُحِبّاً ـ سبحانه وتعالى عمَّا يصفون علوّاً كبيراً ـ فمستواه لابدَّ وأن يكون أقلَّ من الكثير من البَشَر، ومع ذلك واصلت الاعتقاد بوجود الله تعالى، ولكنِّي لم أكن راغباً بقبول الفهم السائد للتعاليم الَّتي تقول بالوحي الإلهيِّ للرِّجال، فحوَّلت اهتمامي للتَّحقيق في الأديان الأخرى، ممَّا أشعرني بالحيرة فقط.

وكَبُرَت في داخلي رغبةٌ جديَّةٌ للخضوع للإله الحق وعبادته، ومع أنَّ المذاهب المسيحيَّة تدَّعي أنَّها أُسِّسْت على الإنجيل إلَّا أنَّني وجدتها متناقضة، فهل من الممكن أنَّ الإنجيل وتعليم السيِّد المسيح ـ عليه الصَّلاة والسَّلام ـ كانا مُحرَّفيْن؟!

لذلك صببت اهتمامي ـ وللمرَّة الثانية ـ على الإنجيل، وصمَّمت أن تكون الدِّراسة عميقة،


[1] في رسالة (أسرار الأقدار) للمؤلف توضيحات كثيرة حول هذه الناحية، وهي كافيه ـ بفضل الله ـ في رد جميع الشبهات المثارة حول هذا الموضوع.

نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست