responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 546

قلت: كيف يكون رجل دين، ويشهد للإسلام؟

قال: ليس ذلك مستغربا.. فلابد أن يعيش الإنسان في حياته لحظة من لحظات الصدق.. وهذه اللحظات قد تنطقه بشهادة الحق التي ظل يبتعد عنها طول حياته.

قلت: فاذكر لي شهادات هذا الرجل.

قال: من شهاداته شهادته حول اهتمام القرآن بالفكر، مبينا اتفاقه مع الكتاب المقدس في هذا، قال: (يحدثنا القرآن الكريم عن الإنسان ومحاولته الوصول إلى خالقه في هذه الآيات البينات:﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (البقرة:164)، ويحدثنا الكتاب المقدس عن هذا المعنى في هذه العبارة: (أن قدرة الله الأزلية وألوهيته منذ خلق العالم، تتجلى في مخلوقاته بنور الفكر الإنساني)[1]

وذكر اهتمام القرآن الكريم بالتوحيد، بل اعتباره الغاية الأسمى منه، فقال: (إن تاريخ الدين بوجه عام وتاريخ التوحيد على وجه خاص يظهرنا على أن الإيمان بالله وحده هو الجواب الشافي الوحيد عن كل سؤال عن أصل الكون والإنسانية والغاية من وجودهما فلا يمكن أن يكون للحياة الإنسانية من هدف إلا الله وحده وكل تديّن في الإنسان مرده في الأصل – عن إدراك أو بغير إدراك واع – إلى الإيمان بإله واحد، ولقد كان هناك توحيد حين ظهر الإسلام واتخذ الإسلام التوحيد سبيلاً لأتباعه المؤمنين. ولا شك أن الغزالي على حق يقرر أن الإيمان بالله وحده هو المقصد الأسمى للقرآن الكريم)[2]

وقال: (لنقلها إذن في صراحة ووضوح: إن التوحيد عدو لكل من نصب نفسه معيارًا


[1] عقيدة التوحيد في العالم المعاصر، ص 10.

[2] عقيدة التوحيد في العالم المعاصر، ص 15 – 16.

نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 546
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست