نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 19
روي عن
معاذ بن جبل أنه قال: ذكر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم الفتنة فعظمها وشددها، فقال علي بن أبي طالب: فما المخرج منها؟ قال:
(كتاب الله فيه حديث ما قبلكم، ونبأ ما بعدكم، وفصل ما
بينكم من يتركه من جبار يقصمه الله، ومن يبتغ الهدى من غيره يضله الله، وهو حبل الله
المتين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم، وهو الذي لما سمعته الجن، قالوا: ﴿
إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ﴾
[الجن: 1، 2]، وهو الذي لا تختلف به الألسن، ولا يخلقه كثرة الرد) [1]
ومنها ما روي من رد الصحابة لبعض
الأحاديث لمخالفتها القرآن الكريم، ومن الأمثلة على ذلك ما روي من رد عائشة ما
رواه أبو هريرة مرفوعا إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أنه قال: (إنما الطيرة في المرأة، والدابة، والدار)، فردت عليه
بغضب شديد، وصفه الراوي بقوله: (فطارت شقة منها في السماء، وشقة في الأرض)، ثم
قالت: (والذي أنزل القرآن على أبي القاسم ما هكذا كان يقول، ولكن نبي الله صلى
الله عليه وآله وسلم كان يقول: (كان أهل الجاهلية يقولون: الطيرة في المرأة والدار
والدابة، ثم قرأت عائشة: ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا
فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ
عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾ [الحديد: 22]) [2]
ومنها ما روي عن رد عائشة لحديث ابن
عمر الذي يقول فيه: (إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه)، حيث قال: وهل ـ يعني ابن
عمر ـ إنما مر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم على قبر فقال: (إن صاحب
هذا القبر ليعذب وأهله يبكون عليه) ، ثم قرأت قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَزِرُ
وَازِرَةٌ
[1] أمالي
أبي طالب ص 250، وحلية الأولياء 5/253، ومصنف ابن أبي شيبة 6/125رقم30007، ومسند البزار
3/72.