نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 209
نبيّ قطّ؛ لأنه لا يضاف إليه عملٌ للشيطان فيه حظّ)[1]
وغيرها من الأحاديث والروايات الواردة في كتب الخصائص
والشمال والسيرة وغيرها، وفي مقابلها نجد خصائص أخرى غريبة، لا تتناسب مع النبوة،
بل تشوهها، بل يستحيا من ذكرها، ولولا انتشارها وتجرؤ الخطباء على ذكرها أمام عامة
الناس ما تجرأنا على ذكرها، ومنها ما روي عن أنس بن مالك قال: (كان النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم يدور على نسائه في
الساعة الواحدة من الليل أو النهار، وهن إحدى عشرة. قال: قلت لأنس: أو كان يطيقه؟!
قال: كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين)[2]
ومنها ما رواه عن محمد بن المنتشر قال:
(ذكرته لعائشة، فقالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن، كنت أطيب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فيطوف على نسائه، ثم
يصبح محرما ينضخ طيبا)[3]
وهذه الروايات غريبة جدا، فرسول
الله a
المذكور في القرآن الكريم يختلف عن الرسول المذكور في هذه الروايات، وما يتوهمه
هؤلاء الرواة قوة، ليس له علاقة بها؛ فالرجل الذي يصيبه هذا الشغف وهذه الهستريا
بحيث يقوم بجولة سريعة على إحدى عشرة امرأة وفي ساعة واحدة ليس إنسانا طبيعيا،
فكيف يكون نبيا؟
بالإضافة إلى أن هذا من الناحية
النفسية لا يحمل أي معنى من معاني الرجولة والشهامة والنبل، فالرجل الذي يأتي
زوجته كالبهائم من دون مقدمات ليس رجلا أصلا، بل ورد في الأحاديث النهي عن
المعاجلة في ذلك، وهذا الحديث يتناقض مع ذلك الهدي النبوي الذي حذر النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم أمته من مخالفته..