نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 210
بالإضافة إلى أن تلك الروايات مخالفة للكثير من النصوص التي حذر فيها
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم عن حكاية الحياة
الشخصية الخاصة بين الرجل وزوجته.. فكيف يتجرأ شخص على حكاية الحياة الشخصية لنبي
كريم؟ وما عهدنا ذلك إلا في حكايات الفضائح التي يقوم بها الساسة بعضهم مع بعض.
لكن مع كل ذلك نجد اهتماما كبيرا من
لدن العلماء وغيرهم بهذه الأحاديث.. يقول ابن حجر بعد إيراده لبعض تلك الأحاديث: (وفي
هذا الحديث من الفوائد... ما أعطي النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم من القوة على الجماع، وهو دليل على
كمال البنية وصحة الذكورية)[1]
بل قام ابن حجر بحساب قوة النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم بطريقة بديعة، فقال
تعليقا على ما رواه زيد بن أرقم: (إن الرجل من أهل الجنة يعطى قوة مائة رجل في
الأكل والشرب والشهوة والجماع...)[2]: (فعلى هذا يكون حساب
قوة نبينا أربعة آلاف)[3]
وقال الصنعاني: (وفي الحديث دلالة
على أنه a كان أكمل الرجال في
الرجولية؛ حيث كان له هذه القوة)[4]
ومثلهما المناوي الذي راح يستنبط
المعجزات من تلك الأحاديث، فقال: (فإن قلت: هل للتمدح بكثرة الجماع للنبي a من فائدة دينية أو
عقلية لا يشاركه فيها غير الأنبياء من البرية؟ قلت: نعم - بل هي معجزة من معجزاته
السنية، إذ قد تواتر تواترا معنويا، أنه كان قليل الأكل، وكان إذا تعشى لم يتغد،
وعكسه، وربما طوى أياما، والعقل يقضي بأن كثرة الجماع إنما تنشأ عن كثرة الأكل، إذ
الرحم يجذب قوة الرجل، ولا يجبر ذلك النقص إلا كثرة