نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 211
الغذاء، فكثرة الجماع لا تجتمع مع
قلة الغذاء عقلا ولا طبا ولا عرفا، إلا أن يقع على وجه خرق العادة، فكان من قبيل
الجمع بين الضدين، وذلك من أعظم المعجزات فتدبر)[1]
والأمر لم يقتصر على رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، بل امتد التشويه لغيره من
الأنبياء، فقد رووا عن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم أنه قال: (قال سليمان بن داود: لأطوفن الليلة على سبعين
امرأة، تحمل كل امرأة فارسا يجاهد في سبيل الله، فقال له صاحبه: إن شاء الله. فلم
يقل، ولم تحمل شيئا إلا واحدا ساقطا أحد شقيه. فقال النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم: لو قالها لجاهدوا في
سبيل الله)[2]
ومع أن الحديث مضطرب اضطرابا شديدا،
وقد اختلفت الروايات في عدد النساء، لكنهم للأسف وجدوا الحل العجيب لذلك، كما قال
ابن حجر في الجمع بين الروايات: (فمحصل الروايات: ستون، وسبعون، وتسعون، وتسع
وتسعون، ومائة. والجمع بينها أن الستين كن حرائر، وما زاد عليهن كن سراري أو
بالعكس، وأما السبعون فللمبالغة، وأما التسعون والمائة فكن دون المائة وفوق
التسعين، فمن قال تسعون ألغى الكسر، ومن قال مائة جبره- أي أكمل الكسر-.. وقد حكى
وهب بن منبه في المبتدأ أنه كان لسليمان ألف امرأة ثلاثمائة مهيرة، وسبعمائة سرية)[3]
وبناء على هذه الروايات المكذوبة
المدسوسة المشوهة للنبوة، راح المحدثون يستنبطون معاني القوة في حياة الأنبياء
عليهم الصلاة والسلام الذين هم خلاصة البشر وصفوتهم، فقد قال النووي تعليقا على
هذا الحديث: (وفي هذا بيان ما خص به الأنبياء صلوات الله تعالى وسلامه عليهم من
القوة على إطاقة هذا في ليلة واحدة، وكان نبينا a