نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 234
الله، استغفر لي يا رسول الله، قال:(غفر الله لك)[1]
[الحديث: 379] وهو ما روي في السيرة من حديث عمير بن وهب لما جاء
يريد قتل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
ففي الحديث أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
سأله: ما جاء بك يا عمير؟ فقال : جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم
فأحسنوا فيه؛ فقال a:
فما بال السيف في عنقك؟ قال : قبحها الله من سيوف، وهل أغنت عنا شيئا
؟ قال : اصدقني، ما الذي جئت له ؟ قال : ما جئت إلا لذلك، فقال له
a: (بل قعدت أنت وصفوان بن أمية
في الحجر، فذكرتما أصحاب القليب من قريش، ثم قلت : لولا دين علي وعيال عندي
لخرجت حتى أقتل محمدا، فتحمّل لك صفوان بدَيْنك وعيالك، على أن تقتلني له، والله
حائل بينك وبين ذلك)؛ قال عمير : أشهد أنك رسول الله، قد كنا يا رسول الله
نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء، وما ينزل عليك من الوحي، وهذا أمر لم
يحضره إلا أنا وصفوان، فوالله إني لأعلم ما أتاك به إلا الله، فالحمد لله الذي
هداني للإسلام، وساقني هذا المساق، ثم شهد شهادة الحق، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (فقهوا أخاكم في دينه،
وأقرئوه القرآن، وأطلقوا له أسيره)[2]
وفي مقابل هذه الأحاديث المقبولة، وما يدل عليها من القرآن الكريم، نرى
أحاديث أخرى تتهم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
بالجهل، ونقص الحكمة، وعدم معرفة الأشياء البسيطة التي يعرفها عامة الناس، وذلك
أعظم تشويه للنبوة وكمالاتها، ومن نماذج الأحاديث.
النموذج الأول: اقتصار علم النبوة على شؤون
الدنيا:
وهو ما يستدل به المهونون من شأن النبوة،
والذين يقصرون علم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم على الأمور الدينية، ويستندون في ذلك إلى ذلك الحديث الخطير الذي
جعلوا منه معولا هدموا
[1] رواه ابن سعد وابن عساكر، سبل الهدى
والرشاد في سيرة خير العباد (10/ 66)