وفي رواية أخرى عن أبي هريرة: (اللهم إني أتخذ عندك عهدا لن تخلفنيه،
فإنما أنا بشر، فأي المؤمنين آذيته؛ شتمته لعنته جلدته، فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة
تقربه بها إليك يوم القيامة)[2]
ومثله ما يروونه عن أنس قال: كانت عند أم سليم يتيمةٌ فرأى رسول
الله a اليتيمة فقال: (آنت هيه، لقد كبرت لا كبر سنك)، فرجعت اليتيمة إلى
أم سليم تبكي، فقالت أم سليم: ما لك يا بنية ! قالت الجارية: دعا علي نبي الله a أن لا يكبر سني، فالآن
لا يكبر سني أبدا، فخرجت أم سليم مستعجلة تلوث خمارها حتى لقيت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقال لها رسول الله
a: (ما لك يا أم سليم؟!)، فقالت: يا نبي الله ! أدعوت على يتيمتي؟، قال:
(وما ذاك يا أم سليم؟!)، قالت: زعمت أنك دعوت أن لا يكبر سنها ولا يكبر قرنها، قال:
فضحك رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، ثم قال: (يا أم سليم ! أما تعلمين أن شرطي على ربي أني اشترطت على
ربي فقلت: (إنما أنا بشرٌ أرضى كما يرضى البشر، وأغضب كما يغضب البشر، فأيما أحد دعوت
عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها له طهورا وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم
القيامة)[3]
وهم يستدلون بهذا الحديث على علم
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
المحدود، وأنه عرضة للاجتهاد الخاطئ، وأنه لا يكتفي بأن ينطق عن الهوى، وإنما يلعن
ويسب ويضرب على الهوى، كما ذكر ذلك الألباني، فقال: (قد يبادر بعض ذوي الأهواء أو العواطف
الهوجاء إلى إنكار مثل