نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 243
a، وحكم على ظاهر الشخص، وهو في باطن الأمر غير مستحق لذلك، لكن النبيa، بما أنه بشر: لا يعلم الغيب، وإما
بحكم غلبة الطباع البشرية، فيغضب ـ في هذه الحال ـ على من لا يستحق غضبه وسبه، ولأجل
ذلك اقترنت هذه النصوص بقوله a: (إنما
أنا بشر)؛ غير أن ذلك مأمون العاقبة منه a، فلا يتحقق مقتضى اللعن والسب فيمن ليس أهلا له، بل وعد الله نبيه
أن يكون الأمر بعكس ذلك، فيكون له كفارة وقربة من الله، ولا يبقى لهذا الشخص مظلمة
ولا حق عند النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، بل
ربما كانت نعمة في حقه، أن ينال تلك الدرجة والكفارة)
وهكذا نرى كيف جر هذا الحديث الخطير
برواياته المختلفة إلى هذه الصورة المشوهة لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، والمتنافية تماما مع تلك الصورة الجميلة التي صوره بها القرآن
الكريم، وصورته بها الأحاديث المقبولة الكثيرة، وهو دليل على نجاح المندسين
والمدسلين فيما كانوا يرمون إليه، ذلك أنه يكفي حديث واحد ليحطم كل ما وصف به رسول
الله a
من رحمة ولين وعطف وحلم.
وعندما نبحث في سبب كل ذلك التشويه نجده
مرتبطا بتلك الدعوات التي دعا بها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بها على معاوية ومن هو من صنوه من المغيرين والمبدلين إلى رحمة
وكفارة وقربة.
والدليل على ذلك أن كل أصحاب
المشارب الأموية يفرحون بهذا الحديث، ويطبقونه على معاوية والأمويين الذين لعنهم
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
وحذر منهم، كما سنرى أدلة ذلك في محله.
ومن الأمثلة على ذلك قول ابن كثير عند ترجمته لمعاوية
بن أبي سفيان: (وقد انتفع معاوية بهذه الدعوة في دنياه وأخراه.. أما في دنياه:
فإنه لما صار إلى الشام أميرا، كان يأكل في
نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 243